وترك السيجارة ليس مجرد قوة أو عزيمة، وإنما لابد أن يكون لديك دافع حقيقي وراء تركك لها، لكن إذا لم تتوافر لديك المعلومات الكافية عن هذا الدافع، فلن تستطيع إتمام هذه المهمة، يا تُرى ما هي مواصفات هذا الدافع؟
1- دافع إيجابي:
أن يكون هذا الدافع إيجابياً،لأن الخطأ الذي يقع فيه الكثير من المدخنين، نظرتهم إلى فكرة الإقلاع على أنها حرمان، لذلك لا تقع أسير هذا التفكير السلبي، لأنك إذا شعرت بالحرمان، فسوف تحس بأنك ضحية وإذا دخلت في هذه الدائرة ستنتابك حالة من الإحباط والتوتر والقلق والغضب وسيظهر غضبك من خلال تصرفاتك مع الآخرين الذين يحاولون إقناعك بفكرة الإقلاع، أما الإحباط والتوتر سينعكس على تصرفاتك الذاتية فيما تشعر به من أسى وحزن تجاه نفسك تاركاً دوافعك التي تؤمن بها للإقلاع عن هذه العادة السيئة. وبدلاً من ذلك كله عليك بتحمل المسئولية حتى نهايتها. ذكر نفسك دائماً بأنك حر في اتخاذ قرارك.
2- دافع مقاوم للإغراءات:
النجاح الطويل الأمد لا يتحقق إلا من خلال تعلم كيفية مقاومة الإغراءات. والدافع وراء التدخين هو "العادة" والعادة تعني ارتباط السيجارة ببض المواقف.
أي أنك تدخن السجائر عندما تشاهد التلفزيون، أو بعد الأكل، أو عند قراءة الصحف والمجلات، أو عندما تكون محبطاً. لابد أن تكون مستعداً لإغراءات هذه العادة، بأن تخبر نفسك وقتها "يمكنني التغلب على مثل هذه الإغراءات في مقابل صحة جيدة" ولحظات الرغبة في السجائر تنتهي وتتلاشى بمرور الوقت، وتصبح مجرد ذكرى. كلما قلت رغبتك في التدخين، كلما كانت لديك إرادة أقوى في مواجهة هذه المشكلة، ثم بعد ذلك التغلب عليها ومقاومتها على المدى البعيد.
3- دافع خفي (غير مصرح به):
لا تصرح بما لديك من خطط لترك التدخين، ومن الأفضل ألا تخبر أي شخص بذلك.
لأنك إذا صرحت بما لديك من دوافع فأنت تدعوهم للتدخل فيما تأخذه من قرارات، فيجب أن تفكر مسبقاً إذا كنت تريد تدخلهم أم لا فالمساعدة تأتي في بعض الأحيان بثمار غير إيجابية وتجعل من الممنوع مرغوب.
فسماع بعض العبارات التشجيعية مثل "كيف حالك اليوم"، "برافو أحسنت فيما تفعله" ربما تضايقك وتسبب لك بعض الغضب، بل وتشعر بأن هناك ضغط ما يحاصرك لترك هذه العادة السيئة. ولا أحد يستطيع أن ينكر أن طلب النصيحة والعون والمساعدة أشياء هامة للمدخن لكنها في بعض الأحيان تضره.
4- دافع شخصي:
كن صادقاً مع نفسك، وأخبرها دائماً لماذا تريد أن تترك السيجارة؟ ودائماً ذكرها عن عمد لماذا تكون الحياة أفضل بدون سيجارة. إذا حاولت تركها فقط من أجل الآخرين أي من أجل أطفالك، أصدقائك، أو آخرين تحبهم فسوف تفشل في ذلك، لأن ذلك سيتم بدافع التضحية وليس الاقتناع بتركها لأنها تضر بصحتك. تذكر دائماً أن الرائحة الكريهة التي تعطيها السجائر لملابسك، لفمك … وغيرها لن تزعجك بعد اليوم، كما أنك ستسعد بالأموال التي ستوفرها.
5- دافع ثمين:
عليك بالاعتراف بالثمن الذي تدفعه نتيجة لتدخينك السجائر، ولا أقصد هنا بالثمن المادي (الأموال)، لكنه الثمن الجسدي (إدمان هذا العقار) وهو شيء أغلى بكثير من الأموال ولا يمكن تعويضه بأي شيء آخر. وحوالي 50 % من المدخنين لا يعترفون بالأخطار التي تسببها السجائر لهم لأن أعراض تأثيرها غير ثابتة .
تذكر دائماً إنه بإمكانك العودة في أي وقت للتدخين وأنت حر في ذلك لكن هذا لا يعني عودتك للسجائر فقط وإنما لجميع عاداتك السيئة القديمة وستكون مسلوب الإرادة آنذاك. يمكنك أن تعلم نفسك كيف تعيش سعيداً بدون السجائر لكنك ستحتاج في بعض الأحيان إلى المتابعة لتجنب الانتكاسة والرجوع إليها مرة أخرى حتى ولو بعد أشهر من إقلاعك عن هذه العادة.