إن كثيرًا من أمراض الصحة النفسية تكون منتشرة في البداية ولكن مع عدم ظهور الأعراض السلوكية التي تدل على وجود المرض إلا بعد تطور المرض إلى درجة أسوأ، كما هو الحال مع مرض الاكتئاب والذي بدايته تكون الإصابة بأمراض القلق والتوتر النفسي والذي يتطور إلى اكتئاب بسيط ثم اكتئاب شديد بكل مضاعفاته الصحة والسلوكية.
وكما هو الحال مع الأمراض الجسدية، فإن اكتشاف المرض ومعالجته باكرًا، يؤدي لنتائج أفضل حيث أن درجة الشفاء مرهونة بمرحلة المرض.
الاختبار التالي قدمته الجمعية الأميركية الطبية كدليل إرشادي للعائلات الأميركية لقياس الصحة النفسية بشكل سريع وذاتي أي بدون الحاجة لمساعدة الطبيب.
اختبار : أجب بـ نعم أو لا:
1_هل تعاني مشاكل في النوم بشكل دائم مثل الأرق أو عدم النوم لساعات كافية؟
2- هل تشعر دائما بالتعب والإجهاد وعدم الرغبة في الحركة والنشاط؟
3- هل تجد صعوبة في التركيز على موضوع أو عمل مهم بالنسبة لك رغم أنك ترغب بل وتحاول التركيز على إتمام هذه المهمة أو العمل؟
4- هل أنت غير راض عن نوعية ما تقدمه من مجهود وكفاءة في عملك وإلى درجة أنك تشعر بأنك غير كفؤ في عملك؟
5- هل أنت بدون أي اهتمامات تذكر خارج نطاق العمل مثل الرياضة والترويح عن النفس والعلاقات الاجتماعية مع الآخرين أو أي هوايات وأنشطة أخرى؟
6- هل عادة تتجنب لقاء الآخرين أو أشخاص غرباء لا تعرفهم لمجرد أنك تشعر بأنك غير قادر على التحدث إليهم لأنك لا تجيد فن المحادثة والحديث؟
7- هل تجد صعوبة في تكوين صداقات مع الآخرين؟
8- هل المشاكل والحوادث البسيطة والتافهة تجعلك عصبيًا وغاضبًا رغم أنك تعلم بأنها مشاكل تافهة وبسيطة ولا تستحق هذا الاستجابة منك؟
9- هل تشعر داخل قرارة نفسك بأنك وحيد وغريب حتى بين عائلتك؟
10- هل تنظر للحياة على أنها مجرد مصاعب متلاحقة يجب التعامل معها؟
11- هل لديك ميل أو استعداد لإهمال مظهرك الخارجي؟
12- عندما تفكر بالمستقبل وما يحمله لك، هل تصاب بالخوف والحزن والاكتئاب؟
مفردات الاختبار
- إذا كانت الإجابات الصحيحة هي "نعـم" لأقل من أربعة من هذه الأسئلة => فأنت "ممتاز" من حيث الصحة النفسية.
- إذا كانت إجابة "نعـم" تنطبق على نصف الأسئلة، أي سبعة أسئلة => فأنت مرشح قوي للإصابة بأحد الأمراض النفسية، وعليك الحذر واتباع الإرشادات اللاحقة.
- إذا كانت إجابة "نعـم" تنطبق على أكثر من نصف هذه الأسئلة فأنت => قد تحتاج لمساعدة طبية محترفة حسب الدليل الإرشادي.
إرشادات للتعامل مع نتائج الاختيار:
كما سبق وذكرنا، الإجابة بـ نعم أربعة أو أكثر من الأسئلة تدل على وجود بوادر الإصابة بالأمراض النفسية، وهذا معناه بأن أي مشكلة أو طارئ سلبي قد يحدث للشخص في المستقبل سوف يؤدي لحدوث أزمة نفسية لهؤلاء الأشخاص.
فيما يلي الاقتراحات الخاصة لهؤلاء الأفراد للتخفيف من التوتر النفسي الذي يعانون منه ويجعلهم معرضين في حالة الأزمات الطارئة إلى تدهور الصحة النفسية.
• تعامل مع المواقف بظروفها الآتية والحالية وليس بتطوراتها المحتملة في المستقبل
مثال: إذا كنت عاطلا عن العمل تحرك وابحث عن عمل واستمر في البحث بدل التفكير في "العيش عانسا" لأنك لن تستطيع الزواج إذا لم يكن لديك عمل تعيش من دخله.
• إذا كانت مشاكلك وهمومك الحياتية متنوعة اتبع قاعدة " الأهم ثم المهم" في التعامل مع هذه المشاكل ومحاولة إيجاد الحلول لها، ولا تحاول إطلاقا حلها جميعا في آن واحد لأنك ببساطة لن تستطيع وستزيد صحتك النفسية سوءا.
• حاول قدر الإمكان اتباع جدول زمني منظم في حياتك اليومية لأن هذا سيزيد من شعورك بأنك تعود نفسك بنفسك وبأنك قادر على ضبط سلوكك اليومي.
• حاول قدر الإمكان التعبير عن مشاعرك وربما همومك الداخلية للآخرين والذين تشعر بأنهم يحبون لك الخير ولا يترددون في مساعدتك إن كان بإمكانهم ذلك.
• لا تعزل نفسك اجتماعيًا حتى ولو شعرت بالرغبة في الابتعاد عن الآخرين. العمل التطوعي والمساهمة في المشاريع الخيرية يعطيك الشعور بأنك إنسان مفيد في الحياة وليس مجرد كائن حي.
• مارس الرياضة الترويحية حسب هواياتك، ودائما تفاعل مع النشاط الحركي الذي تقوم به وتفاعل مع الآخرين الذين سيشاركونك النشاط بدل التفكير بمشاكلك أثناء النشاط والحركة.
• إذا وجدت نفسك غير قادر على حل مشاكلك الحياتية بنفسك لا تتردد في طلب المساعدة من الاختصاصيين المحترفين في حل المشاكل النفسية والاجتماعية حسب نوع المشاكل التي تعاني منها ويمكنك اختيار الاختصاصي المناسب من قائمة المهن المختصة بالأمراض.