من متطلبات تخصصي بكلية الطب وكما هو معروف ومنتشر بكل العالم
الزيارات الميدانية والتطبيق
من ضمن هذه الزيارات
كان دوامي في مستشفى الأمراض النفسية لمدة أسبوع
كما هو طبيعي
كنت متخوفة من هذه الزيارة وحاولت التملص من هذا التطبيق لكن لا يمكن ذلك إلا برسوب السنة كاملة
المهم
ذهبت مع طلاب الدفعة
ورأيت ما صدمني
و خرجت بحكمة مفادها
"إبحث عن العقل بمستشفى المجانين"
رأيت ما هو غريب
وخلال تشخيصنا للمرضى
مرت علي الحالات التالية
محمد
عمره 22 سنة
دخلت إلى غرفته
وإذا بالكتب تملأ المكان والأقلام والدفاتر
وكأنها غرفة طالب مجتهد
جلست للتحدث معه وكلي خوف ورهبة
وكان حديثا رائعا زال الخوف من أول سؤال
كان يحدثني وكأنه عالم مثقف
وتناقشنا ولم أمل من الحديث حتى استداعي الطبيب المسؤول عني
محمد سبب مرضه هو
أنه عندما انهى سنة التوجيهي بمعدل 97 أردني
والجميع يعرف مدى صعوبة الدراسة بالأردن
كان طوحه أن يدرس الطب
ولكن منعه أهله نظرا للحالة المادية
إكتئب وذهب للنوم
وعندما استيقظ ... كان قد فقد صوابه
وأُخذ الى المستشفى بتحليل
"مجنون" !!!
كلمني عن الطب وكأنه طالب طب متخرج
معلوماته إثرائية وأشعرتني بعدم الثقة بمعلوماتي
***
وتقريبا
جميع الحالات كحالته
أناس كانوا بعقل فوق السليم
وهاهم الآن كما يعرف بمجتمعنا
مجانين
!!!
بنظري السبب هو
العرب
التعليم بالأردن يفوق الخيال بتكاليفه
وبالحلقة الأخيرة يجلس الخريج بمنزله معقلا شهادة الطب فوق سريره ويعمل في كشك لبيع الخضار
برجوازية التعليم
إحباط المواهب
عدم تنمية القدرات
العجز المادي
ضغوط المجتمع
.
.
.
.
.
إلخ
نقلت علماء المستقبل إلى مستشفى المجانين
فإن أردت العقل والعلم عند العرب
إبحث عنه بمستشفى المجانين !!!