تعد مشكلة الإدمان من أخطر وأعقد المشاكل التي تواجه المجتمع في الوقت الحاضر، ولا يكاد يفلت منها أي مجتمع سواء أكان متقدما أو ناميا، وتتجلى خطورة هذه المشكلة في أنها تمس حياة المدمن الشخصية والاجتماعية .. من جميع جوانبها؛ فهي تمس علاقته بنفسه من حيث نظرته لنفسه، ومن حيث اهتماماته وأهدافه، كما تمس علاقته بأفراد عائلته، وعلى نطاق أوسع، تظهر خطورة الإدمان في أنها تمس المجتمع من جوانب مختلفة، أكثرها وضوحا صحة وأمن هذا المجتمع؛ حيث أدى انتشار الإدمان إلى زيادة نسبة جرائم السطو المسلح والسرقة والاغتصاب.. عدا عن زيادة انتشار الأوبئة المرضية الفتاكة كنقص المناعة المكتسبة (الايدز) والأمراض التناسلية المتنوعة.. إضافة إلى الجرائم التي ترتكب تحت تأثير الإدمان
والإدمان هو نمط سلوكي يقوم على الاعتماد على المادة المؤثرة عقليا ويكون مصحوبا برغبة جامحة لتوفير المادة المتعاطاة باستمرار، واحتمالية عالية جدا للرجوع إلى هذا السلوك في حال الانقطاع عنه، أي بمعنى آخر هو حالة تسمم دورية أو مزمنة ناتجة عن الاستخدام المتكرر للمادة المؤثرة عقليا.