لا تحزن أبداً ...
لا تـــحــــزن
لأن الحزن يزعجك من الماضي ... ويخوفك من المستقبل ويذهب عليك يومك ... الحزن يقبض له القلب ... ويعبس له الوجه وتنطفي منه الروح ... ويتلاشى معه الأمل
الحزن يسر العدو ... ويغيظ الصديق ويشمت بك الحاسد ... ويغير عليك الحقائق ... هو مخاصمة للقضاء ... وخروج على الأنس ونقمة على النعمة
والحزن لا يردُّ مفقوداً ... ولا يبعث ميتاً ... ولا يردُّ قدراً ... ولا يجلب نفعاً
الحزن من الشيطان ... والحزن يأس جاثم وفقر حاضر ... وقنوط دائم وإحباط محقق وفشل ذريع
تــذكر ..
إن كنت فقيراً فغيرك محبوس في دَيْن ... وإن كنت لا تملك وسيلة نقل فسواك مبتور القدمين ... وإن كنت تشكو من آلام فالآخرون مرقدون على الأسرة البيضاء ... وإن فقدت ولداً فسواك فقد عدداً من الأولاد في حادث واحد ..!
هات يدك .. ضعها في يدي .. وأسمع الأتي :
إن اذنبت فتب ... وإن اسأت فاستغفر ... وإن أخطأت فأصلح ... فالرحمة واسعة ... والباب مفتوح ... والتوبة مقبولة
ولا تلجأ للحزن ... لانك تقلق أعصابك ... وتهز كيانك .. وتتعب قلبك وتسهر ليلك ..!
وتذكــر..!
ولرب نازلة يضيق بها الفتى .... ذرعاً وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ... فٌرِجت وكان يظنها لا تفرج
وأيضاً تذكر ..!
القضاء مفروغ منه ... والمقدور واقع والاقلام جفت ... والصحف طويت ... فحزنك لا يقدم في الواقع شيئاً ولا يؤخر..
ولا تـــحــــزن .. على ما فاتك .. فعندك نعماً كثيره .. فكر في نعم الله الجليلة .. وفي أياديه الجزيلة .. وأشكره على هذه النعم .. قال تعالى " وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها "
لا يهمك ... من كتابة أهل الباطل والعلمانية في الصحف والمجلات والجرائد فذاك غثاء كغثاء السيل ولكن قل " موتوا بغيظكم "
لا يهمك ... نقد أهل الباطل والحساد ... فإنك مأجور من نقدهم وحسدهم على صبرك ... ثم إن نقدهم يساوي قيمتك ... ثم أن الناس لا ترفس كلباً ميتاً ..!
نصيحتي لك ..
أكثر من الاستغفار .. فإن ربك غفّار ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
المرض يزول ... والمصاب يحول ... والذنب يغفر ... والدَّيْن يقضى ... والمحبوس يفك ... والغائب يقدم ... والعاصي يتوب ... والفقير يغتني ..
لا لا لا ..
لا تراقب تصرفات الناس فأنهم لا يملكون ضراً ولا نفعاً .. ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً ولا ثواباً ولا عقاباً .. وقديماً قيل : من راقب الناس مات هماً ..!
خذها مني :
ما دمت تحسن إلى الناس ... فأن الأحسان الى الناس طريق السعادة ..
هل تعلم ..؟
أن الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف الى أضعاف كثيرة .. والسيئة بمثلها ..؟ لو كنت لا تعلم اعلم الأن ..
هل تدري ..؟
فإنت من رواد التوحيد ، وأهل القبلة ، وعندك أصل حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم ، فعندك خير وأنت لا تدري ..
فأنت على خير في ضرائك وسرائك وغناك وفقرك وشدتك ورخائك (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء فشكر كان خيراً له وإن اصابته ضراء فصبر كان خيراً له)
وهل تعلم ..؟
فإن هناك أسباباً تسهل المصائب على المصاب ..!
من ذلك :
1- إنتظار الأجر والمثوبة من عند الله ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) .
2- رؤية المصابين من حولك .
3- إن المصيبة أسهل من غيرها .
4- أنها ليست في دين العبد .
5- إن الخيره لله رب العالمين ( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم )
كيف لك ان لا تكون سعيد .. وعندك القرآن والذكر والدعاء والصلاة والصدقة وفعل المعروف والعمل النافع المثمر..؟!
لا تستسلم للحزن عن طريق الفراغ والعطاله ولكن صلي وسبح وأقرأ وأكتب وأعمل وأستقبل وتأمل ..
أما ترى السحاب الأسود كيف ينقشع .. والليل البهيم كيف ينجلي .. والعاصفة كيف تهدأ ..؟ إذاً فشدائدك إلى رخـاء وعيشك إلى صفاء ومستقبلك إلى نعماء ، إن شاء الله
ولكن ..
إذا بارت بك الحيل وضاقت عليك السبل وأنتهت الآمال وتقطعت بك الحبال فنادي وقل : ( يــا الله )
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت وضاقت عليك نفسك بما حملت فأهتف وقل : ( يــا الله )
إذا وقعت المصيبة وحلت النكبة وجثمت الكارثة فنادي وقل :
( يــا الله )
إذا ضاق صدرك واستعسرت أمورك فنادي وقل : ( يــا الله )
إذا اوصدت الأبــواب أمـامــك فـنـادي وقل : ( يــا الله )
ولقد ذكرتك والخطوب كوالح ... سودً ووجه الدهر أغبر وقاتم
فهتفت في الأسحار باسمك صارخاً ... فإذا محيا كل فجرٍ باسم
الله
إليه تمد الأكف في الأسحار .. والأيادي في الحاجات .. والأعين في الملمات .. والأسئلة في الحوادث .. باسمه تشدوا الألسن وتستغيث وتلهج وتنادي .. وبذكره تطمئن القلوب وتسكن الأرواح وتهدأ المشاعر وتبرد الأعصاب ويستقر اليقين .. لماذا ..؟؟ لأن :
( الله لطيف بعباده )
الله
أحسن الأسماء وأجمل الحروف وأصدق العبارات وأثمن الكلمات ( هل تعلم له سميَّا )
الله
فإذا الغنى والبقاء والقوة والنصر والعز والقدرة والتمكين
الله
فإذا اللطف والعناية والغوث والمدد والود والإحسان ( وما بكم من نعمة فمن الله )
الله
الجلال والعظمة والهيبة والجبروت
مهما رسمنا في جلالك أحرفاً ... قدسية تشدو بها الأرواح
فلأنت أعظمُ والمعاني كلها ... يـا رب عند جلالكم تنداحُ
هيا ردد معي :
اللهم فأجعل مكان اللوعة سلوة .. وجزاء الحزن سروراً وعند الخوف أمناً ..
يـــــــــــارب
الق على العيون الساهرة نعاساً أمنةً منك وعلى النفوس المضطربة سكينة وأثبها فتحاً قريباً
يـــــــــــارب
إهدى حيارى البصائر إلى نورك .. وضلال المناهج إلى صراطك والزائغين عن السبيل إلى هداك .. اللهم أذهب عنا الحزن .. وأزل عنا الهم وأطرد من نفوسنا القلق ..
اللهم أنا نعوذ بك من الخوف إلا منك .. ومن الركون إلا إليك والتوكل إلا عليك والسؤال إلا منك ولأستعانة إلا بك أنت ولينا نعم المولى ونعم النصير
أمين